"صدق التوبة"

"صدق التوبة"
يالهف قلبي ماأرى..شبحاً مقاماً بالثرى
يحصي الخطا في لهفةٍ..وأمامه هدفٌ يُرى
جاءت تداوي لوعةً..والأمرُ كان مسطرا
قالت تعالجُ صوتها..أرأيتَ ماذا قد جرى
إنّي غدوتُ ذليلةً..وهويتُ في بحر الرّدى
ياهادياً بلغ العلا..طهّر عذاباً قد بدا
أصغى لها في رحمةٍ..ماذا وراءك ياتُرى
قالت تكفكفُ أدمعاً..والموتُ يبدو ظاهرا
 أصبتُ حدّاً ذلَّني..وأخافُ من ربِّ الورَى
ردَّ الرسولُ مسائلاً..لعلَّ ذاك من الكرى
أترُدني كالماعزٍ..ياهادياً بلغ الذُرا
بين الضلوعِ جريرتي.. طفلٌ يبوحُ بماسرى
وقضى الحبيبُ معلِّماً..عودي لحيثُ القهقرى
واستغفري من ذنبكِ..ولتحفظي كلَّ العُرى
لكنّها قد أخلصت..فتلفّظت ذنبَ الحِرا
وأمام إصرارِ الأسى..نطق البشيرُ مُفسّرا
عودي لعامٍ أو يزد..وخذي الرّضيعَ زائرا
ومضى الزمانُ مبادرا..وغدا يئنُّ مُزمجرا
من أي نفسٍ صاغكِ..ربٌّ له أن يغفرا
عادت تئنُّ بذنبها.. أبقته جرحاً غائرا
فاضُ الطّبيبُ حكمةً..هتف الرّحيمُ مُذكِّرا
عودي بطفلكِ بُرهةً..حتّى يشبُّ مُغادرا
ومضت تراقبُ طفلها..ها قد غدا مُتحررا
فأتت تسابقُ ظلّها..والطفلُ أضحى حاضرا
حين احتوتها حفرةً..صاغتها أيدٌ ماهرة
وقف الوَرَى حِلقاً حِلق..تركوا النجوعَ والقرى
قم وانتقي أكبر حجر..عجباً لها من سافرة
حجرٌ أصاب برأسها..فانسابَ دمها مُنذرا
وأُصيبَ منه خالدٌ..فمضى يردد ثائرا
من غضبةٍ أدلى بها..هذا جزاءُ العاهرة
غضب الرّسولُ محمدٌ..ماهكذا هدْي القِرى
فلقد سمت بها توبةٌ..لو وزِّعت بين الوَرَى
لغدا الجميعُ مُعالجاً..كلَّ الذنوبِ الماكرة
شعر..احمدسعيدقنديل 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"القلبُ المتيّم"

"في يوم مولده"

"رغم المحن"