"زمن الغربة"
"زمن الغربة"
في عهد الغربةِ أوثانٌ...كلٌّ يتنادى للإنسان
يمحو عاراً من أوغادٍ...قم واسحق جندَ الشيطان
لايرنو للبيتِ الدَّامي...بل يرجو بيتَ الرّحمن
في دارِ الغربةِ أحزانٌ...قم واصرخ فالكلُّ مُدان
علياءُ القومِ كما زعموا...قد ذاقوا كأسَ النِّسيان
قد أرضى هواهم ماجمعوا...من ذهَبٍ.. ماسٍ.. مرجان
إن صاحوا فانظر لفتاةٍ...سرقوا منها ذا الفستان
أو ثاروا فانظر لرمادٍ...طارَ يُدافعهُ الدُّخان
لازلتَ صغيراً ياولدي...لم تفهم معنى الأحزان
معنى أن تبقى مقهوراً...مشحوناً يأساً بهوان
بالأمسِ "كوسوفا" واآسفى...هل تذكرُ أرضَ "البلقان"
سلبوها ثوبَ كرامتها...باتت تنعقها الغِربان
قتلٌ..أسرٌ..تشريدٌ...آهٍ من غدرِ العدوان
والكفرُ الباغي يدعوكَ...هل تبقى رهين الكفران
لن ترضى عنكَ يهودٌ...أو حتّى جنودُ الغفران
حتّى تمضي في جُحْرِهمِ...ذاكَ الوصفُ من الدّيَّان
والظُّلمُ يدورُ رُحاهُ...من قطرٍ إلى قطرٍ ثان
عادَ المشهدُ مكروراً...في قطرٍ يُدعى "الشيشان"
والوحشُ الضاري مسعوراً...سارعَ سُحقاً للأوطان
لم يرعَ أصولاً للحربِ...نادى بها كلُّ الفرسان
بل صبَّ الموتَ الدَّامي...لم ينجُ صغيرَ الولدان
والحاضرُ مثلُ الماضي...والمشهدُ أرضُ "الأفغان"
هذي قوانا يا"بن لادن"...ذاكَ غرورُ "الأمريكان"
وانطلق الباغي في كِبرٍ...يدعو العالمَ للإذعان
شطروا الدُّنيا نصفينِ...ولكلٍّ صارت أوطان
فلتبقَ عزيزاً إن شئتَ...أو فاسلك نفسَ الدوران
يحدثُ هذا والدُّنيا...قد باتت تزهو ببُهتان
من مجلسِ أمنٍ مزعومٍ...أو دعوى حقوقِ الإنسان
قد جاءَ المشهدُ يكويني...من مثوى ابنةِ عِمران
مسرى الهادي من زمنٍ...أتقانا من بني عدنان
صلّى اللّهُ عليهِ وسلَّم...ماحي الكفرَ من الحيران
أقصانا قد باتَ أسيراً...يبكي فينا ذا الخذلان
يبكي فينا ذُلَّ الصمتِ...هيَّا اركض خلفَ الشُّجعان
أصواتُ الشّجبِ المذعورة...صارت تدعو للغثيان
قد باتت كذئابٍ تعوي...في البيداءِ بلا عنوان
ياقومي أفيقوا من سُكرٍ...لن أمضي خلفَ الرُّكبان
أصغي لشهيدٍ يدعوني...قم وابرأ من كلِّ جبان
قم وانضو ثوبَ الذُّلِّ...قم وايقظ فينا الغفلان
قم واذكر نصحي دوماً...نورُ الصَّبرَ من الإيمان
طفلُ الأقصى في مهده...أضحي صلباً كالبنيان
صعقوهُ بقنابل تدوي...فرماهم بحجر صوَّان
ابن الأقصى صارَ شهيداً...فاطلب ثأراً تلقَ جِنان
تلقَ حواصلَ طيرٍ خُضرٍ...تلقَ جِناناً من رضوان
والأقصى سيعودُ يقيناً...اشهد عهدي يارمضان
وسيعلو صوتٌ من شَجَرٍ...ذاكَ الوحيُ من القرآن
يامسلمُ خلفي خِنزيرٌ...هيَّا اسحق تلكَ الجرذان
شعر..احمدسعيدقنديل..١٩٩٨
تعليقات
إرسال تعليق